وائل قباني، نائب الرئيس في بريتش تيليكوم للخدمات العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
لا يستطيع أحد أن ينكر سرعة تطور التكنولوجيا في الوقت الحاضر، بدايةً من مفهوم “إنترنت الأشياء” الذي أصبح حقيقةً نعيشها في حياتنا اليومية، مروراً باستكشاف المزيد عن أهمية الحوسبة السحابية وانتهاءً بحلول التعاون والتنقل والشبكات لتحسين أداء الشركات.
إن الحضور القوي الذي تمتلكه شركة “بي تي” في أكثر من 170 دولة حول العالم يضعنا في مركز فريد من نوعه يؤهلنا لاكتشاف هذه التغييرات بوتيرة أستطيع أن أقول بفخر إنها تضعنا في صدارة السوق.
إذن، ما هي أبرز توجهات التكنولوجيا لعام 2016؟ من وجهة نظري…
التحول الرقمي للأعمال – فن الاتصال
يقود العملاء حاجة الشركات لتبني التحول الرقمي، من خلال رغبتهم في تجربة مجالات جديدة والحصول على خدمات مخصصة لهم بشكل أسرع -وعلى وجه التحديد, خدمات اتصال مستقرة على مدار الساعة- وتيسير استجابة سريعة وفعالة لأي تحديات واستفسارات. وسواء كنا عملاء أو مواطنين أو موظفين أو حتى مرضى فإن الطريقة التي نتبنى ونستخدم من خلالها التقنيات الجديدة ستؤثر حتما على جدول أعمال الشركات للتحول الرقمي. كما أنه بالإضافة إلى التبدل المستمر لواقع السوق، ودخول القادمين الجدد إلى العديد من الأسواق المتخصصة، ووجود التحديات الاقتصادية وفرص التحسين والحاجة إلى التحول الرقمي في هذا العصر المليء بوسائل الاتصال، تعد أموراً حتمية. فمما شك فيه أنه خلال عام 2016، ستحتاج الشركات إلى فهم فن الاتصال وتطبيقه بأسلوب ذكي، وهو ما يعد بمثابة العمود الفقري ومحورا أساسيا لتحويل الأعمال، والوصول بالعمليات للمستوى الأمثل، وأخيراً وليس آخراً، تحسين تجارب العملاء.
تبني رؤية “السحابة الشاملة”
ستواصل الخدمات السحابية صدارة المشهد مع تزايد عدد الشركات التي تدرك القيمة الكبيرة لنماذج “ادفع على قدر استخدامك”( Pay as You Go ) والتي تتيح مجالات ومرونةً وسرعة لا مثيل لهما، وهو ما يسمح لقادة الأعمال وفرق عمل تكنولوجيا المعلومات بالتركيز على ابتكار الأعمال بدلاً من إدارة الحاجات اليومية لتكنولوجيا المعلومات. وتتوقع شركة غارتنر أن يصل حجم سوق الخدمات السحابية العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 880 مليون دولار أمريكي خلال عام 2016، مقابل 737 مليون دولار أمريكي في عام 2015. ومن المتوقع أن ينمو حجم العمليات التجارية التي تقدم بناء على نموذج خدمات سحابية (BPaaS) وهو القطاع الأكبر في سوق الخدمات السحابية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2016 بنسبة 7.3% على أساس سنوي.
وفيما تعتبر الخدمات السحابية بلا شك بمثابة نموذج تكنولوجيا المعلومات الصحيح بالنسبة للشركات التي تمارس أعمالها على نطاق جغرافيٍ واسع، فإن هناك بعض المحاذير التشغيلية. فمثلاَ, بغض النظر عن المقر الذي تتواجد فيه الشركات أو تمارس أعمالها من خلاله، فإنها بحاجة لأن تضع في اعتبارها القوانين والتشريعات المحلية التي تنظم هذه الصناعة. وفي عالمنا المترابط، يمكن أن يمثل ذلك تعقيداً للمؤسسات. كما أن الشركات تحتاج إلى التفكير بشأن كيفية عمل الخدمات السحابية المتنوعة بشكل متناغم في ظل النظم الداخلية القائمة. والأهم من ذلك، أن نتذكر أنَّ أداء الخدمات السحابية يمكن أن يكون جيداً فقط بقدر جودة الشبكة – ولكن في الوقت نفسه لا توجد شركة في طور النمو تفكر في بناء شبكة عالمية خاصة بها لتكنولوجيا المعلومات.
ومع وجود كل هذه الحقائق، فنحن نعتقد أن عام 2016 من شأنه أن يشهد توجه شركات تكنولوجيا المعلومات إلى تبني رؤية “السحابة الشاملة” للعمل جنباً إلى جنب مع المورِّدين والمستشارين للإستثمار في وضع جميع الخدمات والأصول السحابية في “سحابة شاملة” موحدة يتم تقديمها من خلال شبكة آمنة واحدة. وبالنسبة للشركات النامية، فإن نموذج “السحابة الشاملة” يعد إطاراً عملياً يمكن من خلاله الاتكال على تلك الاستثمارات للاستفادة من أفضل الخدمات السحابية المقدمة من أي مورّد والحصول على قمة المعايير في الأداء وسرّية المعلومات والتطابق في خدمات الإتصالات
تصاعد أهمية المدن الذكية كأبرز المشاريع المتكاملة لتكنولوجيا المعلومات
تشهد الكثير من المدن في منطقة الشرق الأوسط تزايد الخدمات الحكومية الذكية وتنامي مفهوم المدن الذكية. وتواصل هذه المشاريع الانتشار لتشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية، وتقوم بالجمع والتقريب بين مختلف أصحاب المصلحة لوضع الخطوط العريضة الخاصة بالإدارة الذكية لكل شيء، من أنظمة الأمن والسلامة وحتى إدارة المواقف والمرور والحد من النفايات والحفاظ على البيئة واستغلال الطاقة. ومن قيادة التنمية الصناعية إلى بناء رأس المال البشري، مما لاشك فيه أن عام 2016 سيشهد نمو هذه التوجهات، من خلال الجمع بين تطبيق أفضل التقنيات من نوعها، وواضعي السياسات الرائدين وقادة الفكر بهدف بناء مدن المستقبل التي تعتمد بشكل كبير على البيانات. ووفقاً لتوقعات المدن الذكية في عام 2016 والصادرة عن ” IDC FutureScape “، فإنه وبحلول عام 2017، سيقوم ما لا يقل عن 20 دولة من أكبر دول العالم، بوضع السياسات والمبادئ التوجيهية الخاصة بالمدن الذكية.
مدراء تكنولوجيا المعلومات يقودون التوجهات الرقمية
هناك حقيقة واقعة, هي أنه مع استمرار مؤسسات المنطقة في تبني مبادرات التحول الرقمي، سيواصل مدراء أقسام تكنولوجيا المعلومات رؤية سبل الإنفاق على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتحرك خارج نطاق سيطرتهم، هذا في ظل وجود المزيد من مدراء الشركات الذين يتحكمون بقرارات الاستثمار بناء على أقسام الشركة وأهدافها المختلفة. لكن وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن هذا السناريو يشكل فرصة جديدة لمدراء تكنولوجيا المعلومات الذين يُنظر إليهم باعتبارهم قادة يؤثرون في اتجاه المبادرات الرقمية التي تدعم نماذج الأعمال الرقمية والتقليدية.
وكما قلنا في وقت سابق، نحن نتوقع أن تدرك المزيد من الشركات في 2016، الفرص الحقيقية للاستثمار في الخدمات السحابية المتصلة أو ما أطلقنا عليه اسم “السحابة الشاملة”. ولكن هذا التحرك نحو السحابة يجلب معه المخاوف الأمنية الخاصة به، وما يقفز فوراً إلى الذهن هو سرقة الهوية. وتسمح السحابة لموظفيك بالاستفادة من العمل عن بعد، لكن استخدام الأجهزة الشخصية يمكن أن يشكل خطرا على أمن هويتهم.
وليس بالمفاجئ أن يقفز الاهتمام بخدمات أمن المعلومات من قبل مزودي أمن السحابة الخارجيين بالفعل بنسبة 10% خلال العام الماضي. وفي الحقيقة، فإن الشركات العالمية تستعد لإنفاق أكثر من ملياري دولار على أمن السحابة بحلول عام 2020. ولذلك ففي عام 2016، ستكون لديك الرغبة في النظر إلى كيفية استعمال هذه الخدمات لحماية البيانات الخاصة بك (وبالتالي هويتك) على السحابة.
أهمية الأمن
إن تقنيات مثل السحابة وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الكبيرة والحوسبة الإدراكية والتي تدعم اقتصاد التحول الرقمي، تأتي معها تحديات أمنية خاصة يجب التحضر لها ومعالجتها، وهو ما يجعل مسألة الأمن أكثر انتشاراً وجزءً لا يتجزأ من النظام البيئي الأوسع للاتصالات والأفراد والأجهزة والبيانات أكثر من أي وقت مضى. وفي عام 2016، سيكون الهدف الأساسي للشركات هو الاستثمار والابتكار فيما يتعلق بقضايا الأمن المستقبلية التي تتجاوز خارطة الطريق التقنية على المدى القصير. مثال: ربما لا يتواجد إنترنت الأشياء اليوم على خارطة الطريق هذه، لكنه عندما يتواجد، ستحتاج المؤسسات إلى أن تكون لديها القدرة للتركيز على الابتكار في مجال الأعمال والاعتماد على بيئة آمنة. هذا هو سبب كون “بي تي” واحدة من الشركات الرائدة في قيادة التوجه الخاص بتأسيس أمن إنترنت الأشياء: لنجاح الأعمال التجارية في المستقبل واكتساب القدرة على الابتكار.
وخلال العام الماضي، رأينا بالفعل العديد من هذه التوجهات تتشكل، ومما لا شك فيه، أن 2016 سيكون عاماً فارقاً ليس فقط على مستوى صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بل وعلى مستوى الأعمال التجارية في كل مكان، وذلك مع استمرار التكنولوجيا في توفيرها لقدرات وأصول جديدة للشركات ولصانعي القرار في مختلف أنحاء العالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق